منتدى مطر للهوايات
مرحبا بكم في منتدى مطر للهوايات
انضموا لنا وشاركونا فنونكم وهواياتكم
مع تحيات
مطر رزق مطر
منتدى مطر للهوايات
مرحبا بكم في منتدى مطر للهوايات
انضموا لنا وشاركونا فنونكم وهواياتكم
مع تحيات
مطر رزق مطر
منتدى مطر للهوايات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى مطر للهوايات

منتدى تفاعلي لكل اصحاب الهوايات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الثقب الأسود

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مطر رزق

مطر رزق


عدد المساهمات : 167
تاريخ التسجيل : 07/09/2008
العمر : 65

الثقب الأسود Empty
مُساهمةموضوع: الثقب الأسود   الثقب الأسود Emptyالخميس أكتوبر 26, 2023 11:16 am

الثُّقب الأسود

أبطأت الأرض دورانها
رويدا رويدا
الآن قد توقفت تماما
لكن الوقت ليل
والقمر
لم يلبِّ دعوتي
لينير حلكة الليل الدائم
ذهب لكون آخر
وترك للتيه خطواتي
لم أعد أرغب بالمسير
في رُكن أكثر حلكه
أتقوقع مثل جنين
جنين !
أي جنين ؟
كل جنين يأمل أن يخرج للنور

وأنا محكوم بالظلمة
أسكن كبقايا نجم محترق
في ثقب أسود
حيث الّلا شيء
سرت البرودة إلى كلماتي
والرعدة دبت في نقاط حروفي
حتى قلمي تجمد مداده
آه من ذلك الأسود
الممتد ...
حتى آخر أنفاسي
وأبعد .. وأبعد .. وأبعد

*****
مطر رزق







نشر هذه الدراسة النقدية الشاعر والناقد العراقي الكبير
الأستاذ / عباس باني المالكي
بصحيفة ومنتديات العروبة السورية
بتاريخ 26/6/2009
كما نشرها ايضا بعنوان
قراءة نقدية لنص (الثُّقب الأسود) للشاعرالمصري مطر رزق - مركز النور (alnoor.se)
على الرابط  http://www.alnoor.se/article.asp?id=88309
************

قراءة نقدية لنص (الثُّقب الأسود) للشاعر مطر رزق

الثقب الأسود

أبطأت الأرض دورانها
رويدا رويدا
الآن قد توقفت تماما
لكن الوقت ليل
والقمر
لم يلبِّ دعوتي
لينير حلكة الليل الدائم
ذهب لكون آخر
وترك للتيه خطواتي
لم أعد أرغب بالمسير
في ركن أكثر حلكة
أتقوقع مثل جنين
جنين !
أي جنين ؟
كل جنين يأمل أن يخرج للنور
وأنا محكوم بالظلمة
أسكن كبقايا نجم محترق
في ثقب أسود
حيث اللا شيء
سرت البرودة إلى كلماتي
والرعدة دبت في نقاط حروفي
حتى قلمي تجمد مداده
آه من ذلك الأسود
الممتد ...
حتى آخر أنفاسي
وأبعد .. وأبعد .. وأبعد
    أن الترابط بين الشعر والبحث عن سر الخلود في جميع الميثولوجيا (هو ترابط صميمي لأن الشعر يجعلك تخرج خارج الواقع والالتزام بنواميسه وكما أكد علية جون بوب سارتر ) أن الشعر هو المجال الوحيد الذي يمكن به التحرر من متطلبات الواقع والالتزام والتحدد باعتبار أنه استطاعة تعبيرية وشعورية دافقة لاختصار مسافة التوجس اليومي وللانعطاف على قضايا وجودية وميتافيزيقية كبرى كمشكلات الموت والحرية والجنس والمصير وسواها ( أي أن الشعر هو المقاربة الحليمة في السعي نحو أيجاد واقع أكثر اقترابا من نموذج الفردوس المفقود كما قال نيلز بور)  أن الدافع الملح في كل إنسان هو البحث عن النظام والتناسق وراء الحجب والتغيرات في العالم) . وهذا ما نجده في تراث تاريخ البشرية حيث أول ما أصدم وفكر به الإنسان الأول هو البحث عن سر الخلود وما ملحمة جلجامش ورحلته في البحث عن الخلود بعد موت صديقه أنكدو إلا تأكدا عن هذا البحث فنحن نجد أن جميع أساطير الملاحم ( الميثولوجيا ) كتبت بطريقة الشعرية لمقربتها مع التخيل الفكري في البحث عن عالم الميتافيزيقيا خارج الواقع المحيط وما هي إلا قصائد أسطورية كتبها الشعراء.
    وقد بقى العالم ما وراء الطبيعة والخلود الهم المسيطر على الإنسان منذ بداية رحلته في الأرض .. والشاعر( مطر رزق ) أستطاع أن يتوغل في الزمن الحتمي لنهاية الإنسان من خلال تحريك الدال نحو الدلالة مباشرة دون المرور من تحت نسيج المدلول وهو زمن الاحتضار حيث نقلنا نحو الدلالة هو الموت  مباشرة دون المرور على الدال فقد بدأ خطابة الشعري في الزمن ما بعد الموت وكيف يكون الإنسان وسط عدمية الموت وهول الفراغ الذي سيحيطه في هذا الزمن حيث ينقل لحظة الموت كيف تتوقف الأرض عن الدوران رويدا..  رويدا الدخول إلى عالم الليل الطويل ولكن بدون قمر (أبطأت الأرض دورانها /رويدا .. رويدا /الآن قد توقفت تماما /لكن الوقت ليل /والقمر /لم يلبِّ دعوتي /لينير حلكة الليل الدائم /ذهب لكون آخر /وترك للتيه خطواتي ) أي كل ما يحيط به ظلمة حالكة وأصبح مسلوب الإرادة لا قوة لدية لأن كل شيء حوله لا يلبي دعوته وهذا ما يوغل في تيه خطواته وفي الضياع وسط العمياء في عالم لا قرار له  ... والشاعر حقق استعارة رائعة في تقارب صور لدالة وفق نسق التأويل الفكري الفلسفي متحكما بشكل كبير في توالي الصور التي أعطت النص أبعاد دلالية صورية رائعة جدا جعلت النص يقارب من حنكة الملحمة خصوصا في بداية النص حيث جعلها هذا البداية نسقيه الصور بشكل مقنع وكبير في كيفية تدرج حالة الميت بعد الاحتضار في الحالة الموت وهو بهذا قد ثبت الأثر الشعري للنص بطريقة بنيوية متحولة أي خرج الدلالة من السكون و تجاوز المدلول وهو الموت ليعطينا ترابط استعاري بين سكون الموت وإبطاء الأرض وهذا ما أكد عليه بارت في تكوين الأثر في النص الشعري ...
أبطأت الأرض دورانها
رويدا رويدا
الآن قد توقفت تماما
لكن الوقت ليل
والقمر
لم يلبِّ دعوتي
لينير حلكة الليل الدائم
ذهب لكون آخر
وترك للتيه خطواتي

ويستمر الشاعر في وصف الزمن ما بعد الموت بطريقة نسقيه كما قلت سابق .. ويكمن إبداع الشاعر في هذا النص هو نسقيه الصورة الشعرية التي جعلها تعطي إلى اللغة المستخدمة في النص عمق فلسفي وجودي في تحقيق التأول الدلالي واستطاع الارتقاء باللغة الشعرية من سكونيتها وجعلها تستوعب التدرج الزمني كحاضنة إلى التحول المصاحب لنهاية الإنسان ما بعد الموت و بهذا أمتلك السيطرة في بث توتره الشعري في أنساق اللغة وكما أكد عليه اللغويين بأن يخرج اللغة من رمادها ويجعلها أكثر فعالية مستوعبة ما يريد أن يوصل بمعاناته في الحدث الشعري الفلسفي حيث نجد الشاعر مستمرا بنسقه الانسيابي الهادي لتثبيت جدلية الوجود الميتافيزيقي في حدث الموت وما بعده من عدمية وظلام دامس إلى حد يشعر فيه الإنسان كأنه جنين وسط الظلمة أي أعاد الإنسان إلى رحمه الأول لكن هنا لا ولادة لعدم جدوى الولادة لكونه يصل في نهاية حياته إلى ظلام أبدي مستمر كنجم محترق والشاعر هنا استطاع أن يرتقي بالاستعارة الصورية إلى أحداث الانزياح الواسع في تكوين الشبيه في عالمين متقابلين عالم النور والنجم وعالم الثقب الأسود والعدمية أو للا شيئية في الوجود وهو بهذا استطاع أن يوصل إلى المتلقي عبث الحياة ولا شيئيتها لأن كل ما يراه هو نهاية العدم في هذا الوجود ... والشاعر أمتلك القدرة بالتدرج بصوره الشعرية إلى عمق فلسفي يناقش فيه الموت وما بعد الموت وعمق الظلام الذي يحيط بالإنسان ما بعد الموت ( لم أعد أرغب بالمسير/في ركن أكثر حلكة /أتقوقع مثل جنين /جنين ! /أي جنين ؟ /كل جنين يأمل أن يخرج للنور / وأنا محكوم بالظلمة /أسكن كبقايا نجم محترق /في ثقب أسود / حيث اللا شيء ) والشاعر استطاع أن ينقل صدمة عبثية الحياة والنهاية المحتومة إلى الإنسان وعدم معقولية الحياة في هذه النهاية وفق مساحة الانفعال الانسيابي التحولي الوجودي ضمن غياب الإنسان وانسحاقه بعد الموت وهو بهذا يكشف اغتراب ومعاناة الإنسان القصوى .. وقد أوصل إلى المتلقي أن الموت متربص به ويراقبه من خلف الحجب وسوف ينقض عليه في أي لحظة  

سرت البرودة إلى كلماتي
والرعدة دبت في نقاط حروفي
حتى قلمي تجمد مداده
آه من ذلك الأسود
الممتد ...
حتى آخر أنفاسي
وأبعد .. وأبعد .. وأبعد
واستطاع الشاعر استقصاء المعنى الفكري الفلسفي من خلال استمرار الانفعال وتركيب هذا الانفعال وفق تناقضات العالم السفلي وأشياء العالم الخارجي حيث نسف الحدود المكانية الفاصلة وأبقى على حدود الزمن المتحكم بالإنسان ضمن حالة الانفعال والانعطاف الميتافيزيقي حيث خلق وترابط جدلي في المعاناة المتوترة ضمن هذه التجربة الشعرية .. متوحدا مع لحظة كشف الرؤيا للحدس الإنساني الوجودي اتجاه عبثية الموت فنحن نلاحظ تدرج بنهاية الإنسان حتى أخر نفس وأبعد وأبعد بعد أن تسري البرودة في جسده فيفقد النطق في ذلك العالم ولم يبقى حوله سوى ثقب أسود وحالك السواد وهو هنا تمازج بين السواد الذي حول الإنسان وروحه إلى حد التلاشي والانتهاء حيث يمتزج هذا السواد مع أنفاسه فلا يبقى سوى كيان السواد وأنفاسه الحالكة ( سرت البرودة إلى كلماتي /والرعدة دبت في نقاط حروفي /حتى قلمي تجمد مداده /آه من ذلك الأسود /الممتد ... /حتى آخر أنفاسي /وأبعد .. وأبعد .. وأبعد ) والشاعر هنا تجلى في ربط الصورة وأعطى إليها مساحة واسعة الانزياح حسب الحدث التأويلي في النص وحسب الاستعارة الزمنية أي أن الشاعر قفز على المكان لأن التحولات التي تحدث إلى الإنسان ما بعد الموت غير مدركة من قبله لمجهوليتها أو هي خارج إدراكه الشعوري الحسي ضمن أبعاد المكان لهذا يبقى الزمن هو الشيئية التي يمكن أن يتصورها في تدرج الحدث الوجودي في الكون لنهاية عنصر الحياة لديه حيث تسري البرودة حتى في كلماته أي يتحول إلى حالة صامته متجمدة الأطراف راكدة لا توجد فيها الحياة غير مدركه بما يجري حوله وهذا ما يوصلنا إلى أن كل شيء حوله ثقب أسود ولا يوجد سواه متلاشيا فيه إلى النهاية الحتمية وأبعد ... وأبعد... وأبعد ... وقد استطاع أن يستفد من البنيوية وتحولاتها في تحديد أبعاد هذا النص وحسب ما قاله  (بياجيه) حول البنيوية ( أنها نسق من التحولات ينطوي على قوانين ) فالبنيوية تشتمل على الخصائص ( الكلية - التحولات - والتدبير) والشاعر استطاع أن ينقلنا بتحولات حالة الإنسان ما بعد الموت وضمن كليتها الكونية ... النص بقدر ما كانت لغته بسيطة في تكوين المفردات ولكنها عميقة المعنى في تركيب الحدث الشعري وفق أنساق هذه اللغة وهذا ما أنتج صور متراكبة مع بعضها لتكون الصورة الأساسية وهي حالة نهاية الإنسان وعجزة عن تغير هذا المصير المجهول أي أن الشاعر نجح في توصيل ما أراد توصيله إلى المتلقي وفق الاستعارة التأويلية بتجاوز الدال نحو الدلالة دون المرور على المدلول وهو بهذا أحدث تحول كبير في ترسيخ حالة الإنسان ما يكون بعد الموت  .
عباس باني المالكي
ناقد وشاعر عراقي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الثقب الأسود
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مطر للهوايات :: منتديات الهوايات :: هواية كتابة الشعر والزجل-
انتقل الى: